نقطة ضوء العصافيرلا تغني على شجرة ميتة!
[color:a753=#0000ff:a753]عبدالمنعم ناصر العيساوي
بعد سنوات طويلة من الديكتاتورية وغياب سلطة القانون في ظل (دساتير) مؤقتة تتغير وفقا لاهواء ورغبات الحكام دون ان يكون للشعب فيها رأي مما حرم الانسان العراقي من ابسط حقوقه الانسانية اصبح للعراقيين اليوم دستورا خطته ايادي ممثليهم الشرعيين في الجمعية الوطنية بمساندة القوى السياسية الاخرى وحظي بمباركة الشعب بحصوله على غالبية اصوات المصوتين في الاستفتاء الشعبي الذي شهده العراق منتصف الشهر الجاري والذي سجل فيه العراقيون صفحة مشرقة جديدة من صفحات المجد اثبتوا من خلالها انهم شعب متحضر تواق للديمقراطية وحريص على المشاركة في رسم افاق المستقبل لبلده من خلال التوافد بكثافة على مراكز الاقتراع اذ قدرت نسبة المشاركين بالاستفتاء بـ 64% وهذه النسبة لاتصل اليها حتى الدول المستقرة، ويقينا ان جميع المشاركين في هذه العملية الديمقراطية وبغض النظر عما اذا قالوا نعم او لا للدستور هم وطنيون وحريصون على بناء المستقبل ولكن كل منهم له رؤيته الخاصة التي يرى مصلحة الوطن من خلالها وهذا التنوع في الاراء باعتقادي سيضمن مسيرة العراق الجديد نحو الديمقراطية وحقوق الانسان وسيقف سدا منيعا يحول دون عودة الديكتاتورية البغيضة وذلك من خلال الرقابة على دستورية القوانين والتي تعد من الامور المهمة جدا بالنسبة للوطن والمواطن حيث ان عملية اقرار الدستور دون وجود رقابة فاعلة على دستورية القوانين تجعل من الدستور حبرا على ورق وهذا ما لايحصل بعون الله وبارادة الشعب.ولا اجافي الحقيقة حين اقول ان دستورنا الجديد ورغم انه لم يرض طموحاتنا 100% الا انه كدستور توافقي حقق الكثيرمن مطالب شعبنا بكافة فئاته وضم الكثير من الحقوق والحريات التي تكفل للمواطن العيش حرا سعيدا على ارضه متمتعا بما حباه الله من خيرات فضلا عن تمتعه بحقوقه الاساسية المتمثلة بحرية التعبير وحرية الاديان والحق في اقامة محاكمة عادلة والتي لا يختلف اثنان في عراقنا الجريح على ان تلك الحقوق الاساسية كانت بعيدة المنال وضربا من الخيال طيلة عقود من الزمن كانت فيه حرية التعبير تطبق وفق منهج (من تكلم مات قتلا ومن سكت مات غما) وحرية الاديان اختزلت بـ (الحملة الايمانية للقائد الضرورة) والتي جيرت لتمجيد النظام واستخدمت كأداة ديماغوغيه لتضليل الرأي العام اما الحق بمحاكمة عادلة فأن المحاكم الخاصة ومنها (محكمة الثورة) سيئة الصيت ذبحت هذا المبدأ من الوريد الى الوريد. فمبارك للعراقيين دستورهم الجديد الذي يكفل حقوقهم ويصون حرياتهم وندعوهم للاستعداد للمرحلة القادمة المتمثلة بالاستحقاق الانتخابي الجديد ونطالب كافة الاحزاب والتيارات السياسية بمراجعة خطابها السياسي والابتعاد عن التوجهات الطائفية والمذهبية والعرقية واعتماد خطاب وطني للمساهمة في تضميد الجراح وتفويت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر من دعاة الارهاب والفرقة والتشتت وعلى المواطن ان يكون دقيقا في اختيار ممثليه في مجلس النواب القادم من خلال مراعاة الكفاءة والنزاهة والوطنية والابتعاد عن التمثيل الطائفي لاننا وطن واحد وشعب واحد لايقبل القسمة الا على نفسه ولنساهم معا في تعزيز روح التسامح والحوار وغرس شجرة المحبة في عراقنا الجميل وادامة نسغ الحياة فيها لنستظل بفيئها جميعا ونغني اناشيد الفرح بغد ابهى لانه حتى العصافير لاتغني على شجرة ميتة.
:toto: ابو المجد