.... وداعاً يا حبي الابدي..
إني بعدك أبدو في مطلع الخريف حزينا غائماً حيث كل الأشياء في داخلي تميل إلى الصمت أو الرحيل ..
ففي عيني انطفاء لم أتعود عليه من قبل ..
فلقد توقف الزمن بعدك كصورة فوتوغرافية ميتة أو كرئة فسد فيها الهواء ..
إنني أسقط في بئر معتمة . .
لأنني بالرغم من كل شئ إنسانه بكل ما في الإنسان من ضعف أو وحدة وحاجة ولوعة ورقة ونزيف.,
, فلقد كانت خيبتي فيك ومنك ومعك كنت جداراً عجزت حتى عن اختراقه .
لقد علمتك كيف تحبني بينما كنت أنت تعلمني كيف أكرهك ..؟
لكن عزائي اليوم أنك من بين كل المخيبات كنت خيبتي الأجمل .
ففيك سقطت ولم يدفعني أحد ولك وبك وإليك حملت عكازي ومشيت في دروب العذاب وأزقة القلق وأرصفة الأرق وحيده بلا صديق أو رفيق ويومها
تعلمت المشي للمرة الأولى ووعيت كيف يصير الجرح عكازاً .
ومهما يكن الجرح الذي أحدثته فيّ بليغاً وعميقاً فثمة أشياء مني لك ومنك لي لا يمكن أن تتعطل أو تضيع ,
ففي ذهني ذكريات محببة إلي قلبي تجعلني أتمثلك كلما خلوت إلى نفسي .
ها أنا ذا أكتب إليك بشيء من الأنين والونين وكل شيء يقطر كرذاذ المطر بمرارة الذكرى .
فهل تراك أوقفتِ طواحن الفكر في رأسك حتى تنتهي سطوري؟
وهل تراك حقاً استطعت أن تقراني من الداخل ؟ فلقد عشت الفرح معك حتى الثمالة والحزن حتى الأعماق .
وثمة جزء صغير مني مجهول ما يزال يحن إلى ذلك الزمن الجميل الحزين . يقولون لو أن أنف
" كليوباترا" كان أطول قليلاً لتغير وجه التاريخ
. وأكاد أقول الشيء ذاته فيما يتعلق بك فلو لم نفترق لتغيرت أشياء جوهرية عديدة في حياتي وها أنا الآن في هذه اللحظة الراهنة التي أكتب فيها إليك أجد أني أردد مع نجاة الصغيرة وبنفس الحرقة واللوعة والأسى : لو القدر كتب نهاية حلوه ..
كان يجرى ويجرى .. كان يجرى حاجات كثيرة ..
كان قلبي ارتاح من الحيرة ..
كان يجرى إيه .. .
أكتب إليك ولا أحلم أن ترد عليّ ولا أن تصوغ منه شيئاً لي ..
أريد فقط أن تقرئه وتوقف دقات قلبك أمامه .. فلن يعرف أحد كم أحبك ؟
ولن يعرف الناس كم أصبحت عاشقة فيك ؟
أطبع قبلة على عينيك اللتين أحبهما .. وداعاً يا حبي الابدي.